دراسة: الخطاب الإسرائيلي: النشأة والأساليب والأهداف والدعاية الموجهة نحو مسيرة العودة الكبرى

2019-09-18 03:50

الدراسات

الخطاب الإسرائيلي 
النشأة والأساليب والأهداف والدعاية الموجهة نحو مسيرة العودة الكبرى

إعداد:
صالح سليمان المصري


الاعلام الإسرائيلي هو الأول في العالم الذي سعى لإنشاء دولة في مخيلة وعقول اليهود المنتشرين حول العالم قبل إنشاء الكيان الصهيوني أو وجودة كفكرة على الورق.

كان للإعلام الإسرائيلي الفضل في تسخير قوة الدول العظمى لتحقيق حلم كيان الاحتلال على أرض الواقع، وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال الأسس التي ارساها المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 حيث تم من خلاله رسم برنامج العمل العام للحركة الصهيونية لتحقيق قيام "دولة إسرائيل" على الأرض الفلسطينية.

ويظهر ذلك واضحاً من خلال مقولة "هرتزل" الأب الروحي والمؤسس الأول للحركة الصهيونية العالمية حيث قال في افتتاحية العدد الأول من أسبوعية الحركة الصهيونية "ذي وورد" عام 1897:" يجب على هذه الصحيفة أن تكون درعا للشعب اليهودي وسلاحا ضد أعداء الشعب".

وقبل تأسيس دولة الكيان الصهيوني عام 1984 عمل قادة الحركة الصهيونية على كافة المستويات التي تمكنهم من القيام بوظيفة الدولة وكان الاعلام أحد أهم هذه المستويات.

ولقد شاركت كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بدور إعلامي ما لأجل تحقيق أهداف الدولة القومية والسياسية لذلك ظلت "إسرائيل" لفترة كبيرة من الزمن من الدول القليلة التي لا تملك وزارة اعلام حتى العام 2009 وكان هدفها الأساسي الذي تسعى له هو تحسين صورة "إسرائيل" في الخارج حيث اقامت الوزارة حملة اسمها " كل مواطن سفير" اتخذت عدة طرق للوصول إلى هدفها مستخدمة الإعلانات التلفزيونية والنشرات والكتيبات في مختلف أنحاء إسرائيل.

وقد استخدمت إسرائيل أساليب ووسائل دعائية شتى في مواجهة نضال وجهاد الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه على مدار السنوات الطويلة من الصراع.

كان للإعلام الإسرائيلي الدور البارز في التحريض الممنهج على مسيرات العودة منذ انطلاقتها في الثلاثين من مارس عام 2018م حيث وجه الإعلام الإسرائيلي دعايته السوداء وخطابه العنصري والموجه تجاه المشاركين والقائمين على مسيرات العودة في محاولة للنيل من المسيرات التي أزعجت الاحتلال وفاجأته بحجم المشاركة الشعبية الواسعة فيها.

انطلقت المسيرات كفعل شعبي غير مسبوق جاء في لحظة تاريخية كانت تمر فيها القضية الفلسطينية في أصعب محطاتها خطورة لجهة اشتداد الحصار والعدوان والانحياز الامريكي بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة في محاولة أمريكية لتمرير صفقة القرن مستغلا حالة الانقسام الفلسطيني والضعف والتمزق العربي، لتصفية القضية الفلسطينية وحسم ملفاتها الأساسية وفق رؤية اليمين الإسرائيلي وبرنامجه علاوة على الهرولة والتطبيع العربي الرسمي الذي شكل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية.

تزامن انطلاق مسيرات العودة مع الذكرى 42 ليوم الأرض، ومع مرور 70 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني سنة 1948، وشكّلت إحياء مميزاً للمناسبتين وعبرت عن تشبث الفلسطينيين بأرضهم وبحقهم في العودة فحقق نجاحات كبيرة رغم العدوان وحجم الشهداء والجرحى الكبير.

وعلى ضوء ذلك كثف الاحتلال من حربه الاعلامية من خلال وسائل الاعلام الإسرائيلية الناطقة بالعربية ليبث سمومه وحربه النفسية تجاه المشاركين في مسيرات العودة مسخرا كافة امكانياته في مواجهة مسيرات العودة.

وقد جند الاحتلال أقلام يهودية تكتب بالعربية من أجل الوصول للجمهور الفلسطيني والعربي للتأثير عليه حتى بات للأسف مصدرا للخبر والمعلومة وبدا يبث سمومه تارة بشكل مباشر وتارة من خلال المواقع المستترة بهدف إحداث تخريب فكري وأخلاقي من خلال ما يفسد العقل ونشر الفتنة والاخبار الكاذبة والمحرفة التي تسيء للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وتعمل على تضليل الرأي العام العالمي عبر بث الاخبار والتحليلات المضللة للفرد والمجتمع الفلسطيني. 

نشأة الإعلام "الإسرائيلي":

  1. مرحلة ما قبل تصريح بلفور:

تعد هذه المرحلة هي مرحلة إثارة هذه المشكلة على الساحة لتتبع الحركة الصهيونية وقد تمثلت استراتيجية هذه المرحلة في:

  • بث الشعور القومي الإسرائيلي في صفوف المجتمعات اليهودية الموجودة في العالم عبر المنشورات والاجتماعات الدينية والقيام بدعوة يهود العالم إلى الهجرة لفلسطين على أنها هذه هي أرض الميعاد.
  • الحصول على تأييد دولي ودعم كبير من الدول العظمى من أجل فكرة الوطن القومي لليهود في فلسطين.
  • العمل على تنظيم صفوف يهود العالم في منظمات وهيئات صهيونية لتعبئة طاقات اليهود الموجودين حول العالم ووضعها في خدمة المخطط الصهيوني.

ومن أهم التنظيمات والحركات والأحزاب التي كان لها دور في النشاطات الإعلامية في هذه المرحلة:

  • المنظمة الصهيونية العالمية؛
  • الصندوق القومي اليهودي؛
  • المنظمة النسائية الصهيونية الأمريكية "هداسا"؛
  • منظمة بْـني بْـرِثْ" B'nai B'rith "أبناء العهد؛ 
  1. مرحلة ما بعد صدور تصريح بلفور حتى اعلان الكيان الإسرائيلي عام 1948:

مرحلة إرساء تأسيس دولة إسرائيل في فلسطين وتهيئة الأجواء الدولية والمحلية النفسية والدبلوماسية لاستقباله ومن أهم الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية في تلك المرحلة:

  • جلب أكبر عدد ممكن من المهاجرين اليهود إلى فلسطين وتأمين استيطانهم واستقرارهم فيها.
  • بناء المؤسسات الإسرائيلية في فلسطين واستخدامها لوسائل إعلامية. 
  • التصدي لمقاومة الشعب الفلسطيني وقتل إرادته الوطنية.
  • استكمال تعبئة يهود العالم وتنظيم صفوفهم.
  • تأمين الحصول على المزيد من دعم القوى الدولية وتهيئة الأجواء الدولية لقبول وجود دولة إسرائيل في فلسطين.

ومن أهم التنظيمات والحركات والأحزاب التي كان لها دور في النشاطات الإعلامية في هذه المرحلة:

  • الوكالة اليهودية
  • منظمة النساء الإسرائيليات العالمية
  1. المرحلة الواقعة بين 1948- 1967:

في هذه المرحلة اعتمد الإعلام الإسرائيلي سياسة المراوغة في تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين كسبا للوقت تثبيت قواعد الدولة الإسرائيلية، وكانت أبرز الملامح الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية في هذه المرحلة:

  • بناء مؤسسات الدولة وتطويرها في شتى المجالات لتغدو "منارة العالم الغربي المتحضر المتقدم على أطراف الشرق المتخلف، وخلق القوة العسكرية الإسرائيلية القادرة على فرض مشيئتها على العالم العربي
  • تامين تدفق المهاجرين إلى دولة إسرائيل وتأييد يهود العالم، والاستمرار في تعبئة وتنظيم طاقات يهود العالم.
  • تأمين اعتراف المجتمع الدولي قولا وفعلا بشرعية الدولة الإسرائيلية والفوز بتأييد ودعم أكبر عدد من دول العالم والتغلغل في صفوف المزيد من الشعوب لاسيما شعوب العالم الثالث لكسب تأييدها
  • الإبقاء على تجزئة العالم العربي وبث الفرقة والشقاق بين صفوفه وشل إرادته ومحاصرته وعزله دوليا وحرمانه من الأصدقاء وإرغامه على الإقرار بشرعية الوجود الإسرائيلي وإخضاعه لمشيئة الدولة الإسرائيلية وإرادتها.

ومن أهم التنظيمات والحركات والأحزاب في هذه المرحلة والتي كان لها دور في النشاطات الإعلامية:

  • حزب مبام
  • الحزب الوطني الديني همفدال
  1. المرحلة الواقعة بين 1967-1987:

وقد شهدت هذه المرحلة انقلابا في خط الدعاية الإسرائيلية في أكثر من مجال، وظلت الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية تتقدم في الخط ذاته الذي تسير عليه.

فعشية حرب حزيران مثلا ملئت دولة إسرائيل الدنيا صراخا وعويلا على مصيرها ومصير شعبها المسكين.

وبعد تحقيق الانتصار الذي أحرزته "إسرائيل" عام 1967 انتقل تركيز الإعلام الإسرائيلي من المسكنة إلى الإشادة بعظمة الدولة الإسرائيلية البلد الصغير الذي هزم العالم العربي، كما هزم داود الصغير في الماضي جالوت جبار الفلسطينيين، والتأكيد على شجاعة الجنود الإسرائيليين وجبن العرب وما إلى ذلك من تشهير بالعرب وأخلاقهم.

ومن أهم التنظيمات والحركات والأحزاب والتي كان لها دور في النشاطات الإعلامية في هذه المرحلة:

  • حزب العمل الإسرائيلي
  • حيروت 
  1. المرحلة الواقعة بين عام 1987 وحتى وقتنا الراهن:

مرحلة تطوير وسائل الإعلام الإسرائيلي وظهور بعض الوسائل الإعلامية الحرة الخارجة عن سيطرة الحكومة أو التي لا تعتبر بشكل من الأشكال بوق الحكومة داخل إسرائيل. ثم تمحور بعد ذلك بانتقاله من مرحلة الإعلام الإسرائيلي المحلي الذي كان يحاكي لغة محدودة وفئة محدودة متمثلة ب 16 مليون يهودي إلى مرحلة محاكاة العالم وتوصيل رسالته للعالم عبر تطوير إعلامه المحلي بالقيام بصفحات إلكترونية للصحف المحلية باللغة العربية والانجليزية وصياغتها بأشكال مختلفة  وصولاً لتحقيق وخدمة دولة الاحتلال الاسرائيلي.

مما خدم الإعلام الإسرائيلي الدولي في تبرير عدد كبير من تصرفات الدولة الإسرائيلية  مثل حرب لبنان الأخيرة والحربين على قطاع غزة، في العام 1997 صدرت في إسرائيل 1121 من المنشورات ما بين صحيفة ومجلة (حسب دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل للعام 2000). 629 منها كانت باللغة العبرية ما يعادل 56%، 289 باللغة الإنجليزية (26%)، 60 بالعربية (5%) و37 بالروسية (3%). وعلى الرغم من أن المعطيات المذكورة تشكل نمواً متزايداً في عدد المنشورات مقارنة بالعام 1990 والذي صدر فيه 895 من المنشورات فقط، إلا انها لا تعكس الصورة الكاملة، خصوصاً لأنها لا تشمل العديد من المنشورات المحلية الصغيرة التي تظهر في كل أنحاء البلاد.

وسائل الإعلام الإسرائيلي

أولاً: الإذاعة و التلفزيون:

الإذاعة والتلفزيون في إسرائيل حكوميان لكن الإشراف عليهما تتولاه سلطة مستقلة لها شخصية اعتبارية كهيئة قانونية وقد أنشئت في عام 1965.

الإذاعة الإسرائيلية:

بدأت الإذاعة بثها منذ الأيام الأولى لقيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، وتخضع الإذاعة الإسرائيلية لإشراف سلطة البث، وتبث حاليا 130 ساعة يوميا في 8 محطات أهمها:

  1. صوت إسرائيل باللغة العربية

عند الإعلان عن قيام دولة إسرائيل رسميا في 15/5/1948 افتتح بثها العربي رسميًا في مدينة القدس وكان يوميًا ولكن لفترات قصيرة جدًا وغير متواصلة.

ويمكن الإشارة إلى الإذاعات السبع المتبقية:

  1.  محطة أليف (حرف الألف):تقدم البرامج الأدبية والثقافية والفنية والعلمية والتراثية والتربوية، و تقدم برامج خاصة بالمرأة والطفل.
  2. محطة بيت (حرف الباء):محطة مختصة بالأخبار، تبث الأخبار على مدار الساعة وتعتبر المصدر الرئيسي للأخبار بالنسبة للإسرائيليين.
  3. محطة جيمل (حرف الجيم):تختص بتقديم المنوعات الموسيقية الغربية دون توقف على مدار ال24ساعه مما اعترض المستمعين داخل إسرائيل فتحولت لتقديم الأغاني العبرية والبرامج الترفيهية.
  4. كول ميوزك (صوت الموسيقى):تبث الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الحديثة وتعمل على رعاية المهرجانات الموسيقية المختلفة في إسرائيل.
  5. محطة الإرسال للخارج: وهي تعتبر حلقة وصل بين إسرائيل واليهود في العالم وخاصة في الدول العربية ،وكانت تحمل اسم (إذاعة صوت صهيون)وهي تبث 14 لغة.
  6. محطة ريكا: هي محطات جديد ة النشأة بالنسبة للمحطات الأخرى أنشأت عام 1990م وتعني بالمهاجرين وشئون الهجرة.
  7. محطة جالية تساهل (إذاعة الجيش الإسرائيلي): تقدم الخدمة الإعلامية لجنود الجيش الإسرائيلي بعيداً عن الطابع السياسي والحزبي تأسست عام 1950م.

التلفزيون الإسرائيلي:

القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي: القناة الأولى وهي التي تأسست سنة 1968 كتلفزيون رسمي وهي مملوكة للشعب وممولة منه بواسطة ضريبة الإذاعة والتلفزيون التي يدفعها كل مواطن يملك جهاز تلفاز، ومع أنها رسمية فإن حيز الحرية فيها واسع جداً باستثناء القسم العربي الذي يعاني من رقابة مشددة وتوجيهات عليا.

القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: أقيمت سنة 1986 وبقيت تعمل لفترة تجريبية حتى سنة 1993،وتعتبر القناة الثانية تجارية تعتمد على الإعلانات في تغطية نفقاتها إلي جانب المعونة الحكومية.

القناة الثالثة: صادقت الكنيست الإسرائيلي في بداية عام 2000م على قانون حكومي خاص يسمح بإقامة قناة تلفزيونية تجارية ثانية تمول بواسطة الإعلانات ،وقد وافقت الحكومة على عدم جباية رسوم مقابل رخصة البث خلال السنة والنصف الأولى ،وذلك بهدف تدعيم وتثبيت القناة الثالثة لتنافس القناة الثانية التي تسيطر على حصة الأسد في الإعلانات، وتأتي هذه القناة إرضاء لأصحاب رؤوس الأموال والمصالح التجارية الذين اشتكوا وبشدة في السنوات الأخيرة من احتكار القناة الثانية للإعلانات خاصة مع منع الإعلانات في القناة الأولى ،وتقدم القناة الثالثة برامج متنوعة ،وتعتمد بشكل كبير على البرامج المستوردة ولا تهتم كثيرا بالأخبار حيث أنها على مدار فترة البث لا تقدم إلا نشرة إخبارية واحدة باللغة العبرية.

القناة العاشرة: سنة 2002، وهي قناة تجارية مثل القناة الثانية والثالثة  مستقلة و البرامج العربية فيهما حرة ومستقلة ونفقتها توفر عبر الإعلانات وتقدم القناة فترة عربية ممتدة من الساعة الرابعة حتى الساعة الثامنة مساء تقدم خلالها برامج حول الصراع العربي الإسرائيلي وبرامج ترفيهية.

ثانياً: الصحافة:

حتى الستينات، كانت الصحافة المكتوبة المصدر الرئيسي للأخبار لسكان إسرائيل، إلى جانب بث برنامجين إذاعيين يومياً. بدأت الصحافة العبرية بالعمل قبل وقت طويل من إقامة دولة إسرائيل، مع الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين. منذ عام 1863، تم تأسيس عدة صحف أسبوعية، مثل هاليفانون هاهافاتزيليت، وكلاهما في القدس.

ظهرت أول صحيفة يومية في فلسطين عام 1919: "النور". وتعتبر الصحافة الإسرائيلية استمرارا للصحافة الصهيونية التي لعبت دوراً مهماً فيما قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948،و تلعب الصحافة دورًا مهمًا يتمثل في توجيه الإسرائيليين نحو القضايا المهمة 

  • صحيفة يديعوت: وهي الأوسع انتشاراً في إسرائيل، وهي مملوكة لعائلة موزيس، وتعتبر هذه الصحيفة متطورة وناجحة.
  • صحيفة معاريف: تحتل الصحيفة المرز الثاني من حيث الشعبية والتوزيع، وتملكها عائلة نمرودي، وهي يمينية في توجهاتها وميولها وتتبع حزب الليكود نظرا لان معظم العاملين فيها هم من أعضاء حزب الليكود.
  • صحيفة هآرتس: وتتخذ هذه الصحيفة خطاً يساريا معتدلاً بعض الشيئ بالمقارنة مع الصحف الأخرى، وهي مملوكة لعائلة شوكن، وتعد صحيفة الصفوة، وهي ذات توجهات وميول يسارية.

ويمكن الإشارة إلى أهم الأجهزة التي لعبت دوراُ في خدمة الرسالة الإعلامية الإسرائيلية:

  1. أجهزة الإعلام في وزارة الخارجية

لم يقتصر عمل وزارة الخارجية في إسرائيل على الدور المعهود، أي العمل الدبلوماسي البحت بل هي ركيزة للإعلام الإسرائيلي الخارجي ، أي الموجه لدي شعوب العالم الخارجي ، كما أنها هي الموجه والمنسق لمجمل الإعلام الصهيوني الذي تتولاه الجمعيات والهيئات الصهيونية في المجتمعات التي تتواجد فيها جاليات أو طوائف يهودية.

ومن أهم دوائر وزارة الخارجية التي تتولى النشاطات الإعلامية: 

  1. إدارة الإعلام: وهي التي تعد الدراسات عن القضايا التي تهم إسرائيل وتوفر نسخاً من الخطب والمقالات ، وتوزع الكتاب السنوي وتنشر مجلة ملونة بعده لغات باسم (إسرائيل) وتشارك في المعارض والندوات وتقيم علاقات وثيقة مع شبكات المحطات الأجنبية.
  2. إدارة العلاقات الثقافية: وتحرص الإدارة على أن تضمن المعاهدات الثقافية مع الدول الأجنبية بنوداً عن تعليم اللغة العبرية ، والتبادل الإذاعي والفرق الفنية وإنشاء معاهدات ثقافية إسرائيلية في البلاد الأجنبية.
  3. إدارة التعاون الدولي: وهي التي تقوم وتتولى إرسال الخبراء الإسرائيليين للعمل في الخارج، وقبول الطلاب للدراسة في إسرائيل ، وتنظم الندوات ، والمؤتمرات داخل إسرائيل، ومن أهم المعاهد التي تجذب الطلاب من خارج إسرائيل : الجامعة العبرية في القدس ، المعهد التكنولوجي ، والمعهد الافرواسيوي، ومركز جبل الكرمل الدولي للتدريب في حيفا وهو خاص بتدريب النساء على خدمات تنمية المجتمع .
  4. المكتب الصحفي بوزارة الخارجية: مهمته تزويد الصحافة المحلية والمراسلين الأجانب بالأنباء يومياً ، وترتيب مقابلات الصحفيين لمسئولي الخارجية الإسرائيلية وكذلك إرسال ملخص يومي بمحتويات الصحافة الصهيونية لبعثات الكيان الصهيوني الدبلوماسي في الخارج وتنسيق ما يرده من البعثات الدبلوماسية من ملخص أقوال الصحف الخارجية ، توفير خدمه صحفية طوال 24 ساعة سواء للمراسلين المحليين أو لوسائل الإعلام في الخارج بواسطة خط الهاتف الدولي المفتوح ليلاً ونهاراً.
  5. قسم دعاية الضيوف الرسميين: ويتولى هذا القسم إعداد برامج زيارات الضيوف الرسميين حسب رغبة وذوق وأهواء كل منهم للفوز برضاهم.

أجهزة الإعلام في وزارة الدفاع وهي تتكون من ثلاث دوائر:

  1. دائرة التعاون والارتباط الخارجي: وتضم خمسة أقسام هي مساعد الأقطار الأجنبية قسم أمريكا اللاتينية، قسم الأقطار الإفريقية الناطق بالفرنسية قسم اختيار المدربين للعمل في الخارج، قسم الأبحاث والمنشورات.
  2. دار النشر في وزارة الدفاع: وتقوم بمهام كبيره في الإعلام الإسرائيلي، لاسيما الموجه منه لأفراد الجيش، و تتولى دار النشر إصدار كتب متنوعة تتناول الموضوعات الجغرافية والتاريخية، و الكتب العسكرية المتعلقة بمختلف أنواع الأسلحة.
  3. متاحف الجيش الإسرائيلي: تهتم وزارة الدفاع الإسرائيلي بإنشاء المتاحف العسكرية كوسيلة ناجحة من وسائل الإعلام الداخلي، ومن هذه المتاحف: متحف بيت الهاجاناه، متحف الهجرة الغير شرعية، متحف البحرية.

أجهزة الإعلام في مكتب رئاسة الوزراء:

  1. المكتب الصحفي للحكومة: ويضم قسما للمطبوعات يصدر مجموعه من المنشورات بمختلف اللغات.
  2. قسم التعميم والنشر: ومهمته تخطيط وتنفيذ الدعاية الحكومية الموجه للمجتمع الإسرائيلي، وتوجيه الرأي العام المحلي من خلال وسائل الإعلام المتوفرة.
  3. مكتب الإرشاد المركزي: وهو يشكل دائرة واحدة مرتبطة بمكتب رئيس الوزراء، ويقوم بنشر المعلومات عن نشاطات الحكومة ومشاكلها، وخاصة ما يتصل بترسيخ الوحدة الثقافية والروحية والاجتماعية.

أبرز صفحات التواصل الاجتماعي:

  • صفحة المتحدث بلسان جيش الاحتلال الاسرائيلي للإعلام العربي أفخاي أدرعي (فيس بوك – تويتر - انستغرام).
  • صفحة كميل أبو ركن (المنسق) العام لشؤون الاحتلال في الضفة وغزة (فيس بوك – تويتر - انستغرام).
  • صفحة (إسرائيل تتكلم بالعربية) التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على الشبكات (فيس بوك – تويتر - انستغرام).
الدعاية الاسرائيلية:

لا تعد الدعاية "الإسرائيلية" وليدة اللحظة الراهنة بل تعود نشأتها إلى بداية التفكير الاستيطاني في فلسطين.

فقد لازم الإعلام الحركة الصهيونية الاسرائيلية منذ بدء مسيرتها كأداة أساسية استخدمتها لتحقيق أهدافها، فقد أولى الزعماء الإسرائيليون اهتمامهم الشديد بالإعلام منذ البداية لما له من دور هام وأساسي في تحقيق غاياتهم، وقد كانت الدعاية من أهم الآليات والأدوات الإعلامية التي استعملتها الحركة الصهيونية ثم "إسرائيل" لاحقة، من أجل تحقيق أهدافها ومواجهة المعركة القائمة بين إسرائيل" والعالم العربي، وخاصة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

صفات الخطاب الدعائي الإسرائيلي:

  • يعتمد أسلوب اثارة العواطف والانفعالات التي تؤدي إلى استجابة سريعة، وباعتمادها على منطق تشويه الحقائق الذي لا يتورع عن الكذب أحيانا، بلغات متعددة يتحدث بها الإعلام الإسرائيلي مع الجمهور المستهدف.
  • بث الرعب والخوف في قلوب سكان فلسطين ومطالبتهم بترك وطنهم، إلى جانب ذلك أفردت عصابات تدعى “الهاجاناه وقتأ من البث باللغة العربية عبر إذاعتها التي كانت تبث أوائل الأربعينات من القرن الماضي لبث خطاب دعائي للشعب الفلسطيني لدب الذعر في قلوب أبنائه مستخدمة فنون الحرب النفسية في تلك الخطابات.
  • خلق البلبلة في العالم العربي، وإثارة الفتن بين أبناء الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1967م وفي مناطق ال48.
  1. أهداف الخطاب الدعائي الاسرائيلي في المجتمع العربية.

يسعى الخطاب الدعائي الإسرائيلي إلى تحقيق عدة أهداف في المجتمع العربي أهمها: 

  1. زرع بذور الفرقة بين كل عربي وآخر.
  2. زرع روح الاستسلام والرضوخ.
  3. محاولة عزل المواطن العربي عن قيادته.
  4. بث روح اليأس والشك في افراد الشعب .
  5. النيل من وحدة الصف العربي.
  6. التشكيك في مقومات الأمة العربية.
  7. إبراز أوجه التخلف العربي.
  1. أهداف الخطاب الدعائي الاسرائيلي في المجتمع الفلسطيني:
  1. التعايش السلمي والتطبيع مع دولة الاحتلال.
  2. تشكيك الشعوب العربية في فلسطين وقدرتهم بتحريرها .
  3. تخلي العرب عن الفلسطينيين في الداخل.
  4. التهديد والترغيب بما يتناسب مع أهدافهم ومخططاتهم.
  5. تشويه الحقائق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والرد على الدعاية الفلسطينية.
  6. الخلوص إلى نتيجة محددة بأن الفلسطينيين عاجزون عن حكم أنفسهم وأنهم بالتالي لا يمتلكون أهلية إقامة دولة مستقلة تساهم في ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
  1. أهداف الخطاب الدعائي الاسرائيلي في المجتمع الإسرائيلي:
  1. تثبيت نظرية أن اسرائيل في حالة حرب دائمة مع العرب حتى تتحقق أهدافها.
  2. تثبيت ادعاء أن فلسطين نقطة الارتكاز ليهود العالم.
  3. تثبيت أكذوبة أن الدولة اليهودية هي الدولة المسؤولة عن كل يهود العالم.
  4. إيهامهم بأن ازدهار الدولة هي الخطوة الأولى لعودة ملكوت اسرائيل.
  5. الحصول على الدعم الشعب للكيان الإسرائيلي.
  1. أهداف الخطاب الدعائي الاسرائيلي على الصعيد الدولي والعالمي:
  1. الاعتماد على الجاليات اليهودية في العالم لمساندة الحركة الصهيونية وكسب تعاطف العالمي.
  2. إقامة محطات لليهود في أنحاء العالم.
  3. تحقيق السيطرة على الصحافة والإعلام.
  4. تحقيق السيطرة على رؤوس الأموال في العالم.
  5. محاولة تفتيت الديانات الأخرى.
  1. أهداف الخطاب الدعائي الإسرائيلي لتحقيقها في المجتمع الدولي والعالمي:
  1. التأثير على الرأي العام العالمي لأهميته للكيان الصهيوني والجاليات اليهودية المنتشرة في العالم.
  2. التأثير على القادة السياسيين في العالم من أجل كسب تأييدهم للكيان الصهيوني.
  3. تقليل المصاعب التي تواجهها الجاليات اليهودية في الخارج بسبب الجرائم الإسرائيلية في فلسطيني.

تكتيكات وأساليب الخطاب الدعائي الإسرائيلي:

يرى العديد من الباحثين أن الحركة الصهيونية من أقوى الحركات التي استخدمت سلاح الإعلام والدعاية، وأحد أسباب قوتها أنها تمتلك دعما مالية غير محدود من اليهودية العالمية التي يقوم عليها مجموعة من الخبراء المختصين في شتى مجالات العلم وبكل اللغات وتدعمها أجهزة صهيونية إعلامية.

الأساليب التي يعتمدها الخطاب الدعائي الإسرائيلي بشكل خاص في تحقيق أهدافه:

  1. أسلوب التشنيع بالخصم: مثل إلصاق تهمة الإرهاب للفلسطينيين والمسلمين الذين يساندون المقاومة.
  2. أسلوب التكرار: مثل موضوع الهولوكوست والمحارق النازية ضد اليهود، والتي من النادر أن تجد شخصا لا يعرف عنها شيئا.
  3. أسلوب التضليل: ومثال على ذلك الحرب الأخيرة على غزة، حينما ادعت وزيرة خارجية إسرائيل آنذاك تسيبي ليفني أن إسرائيل لا تكره أطفال غزة، وأنها حزينة لأن حماس تستخدمهم دروعا بشرية .
  4. أسلوب الاختزال: مثل ادعاء إسرائيل بأن الحرب الدائرة في قطاع غزة هي فقط بين الجانب الإسرائيلي وجانب حركة حماس.
  5. أسلوب التخويف وإثارة الرعب: ومثال على ذلك حينما قام الجيش الإسرائيلي بالاتصال على هواتف المواطنين الفلسطينيين الأرضية والنقالة وإذاعة تسجيلات صوتية ترعبهم من البقاء في منازلهم، وتحثهم فيها على الهرب.
  6. أسلوب الكذب: تلجأ الدعاية الإسرائيلية إلى الكذب وتكون وظيفة رجل الدعاية أن يستخدم جميع الوسائل والحيل لعدم اكتشاف الأكذوبة، وفي نفس الوقت يعد نفسه مدافعا، بحيث يكون عند اكتشاف الأكذوبة على استعداد للرد متقمصا صورة الضحية بطريقة لا يمكن الخصومه أن يكتشفوا الكذبة.
  7. أسلوب التبرير: أو بمعنى آخر احتواء أصل القضية بتفريعات حولها تصوغ منها مبررات وجود الدولة والممارسات التي تقوم بها في تلك الدولة وخارجها )، وتعتمد في هذا الأسلوب العديد من الحيل تزييف الحقيقة وتبرير الممارسات منها:

 1. أسلوب المنطق المغالط أو الترتيب غير المنطقي: وهو أسلوب تستخدمه الدعاية الإسرائيلية للمعادلة بين الصهيونية والسامية، حيث يصبح المعادي للصهيونية معاد اللاسامية.
2. أسلوب افتراض ما هو واجد الاثبات: فمثلا حينما يتردد في الخطاب الدعائي الإسرائيلي أهمية الحدود الآمنة فالذي يجب طرحه أولا من الذي في حاجة لحدود آمنة.
3. أسلوب الخلط بين القضية والإنسان: وهو من أبرع الأساليب الذي يستخدم في الخطاب
الدعائي الإسرائيلي، والخطورة في هذا الأسلوب تكمن في قدرته اللاعقلانية على احتواء الجمهور المستقبل للدعاية، فعندما لا تتمكن الدعاية الاسرائيلية من توفير دليل منطقی تلجأ إلى مناشدة الجمهور من خلال المكانة الاجتماعية أو الجماهيرية للشخص صاحب القضية فتظهر الإنسان الذي كان يتهم أو عليه قضية معينة بثوب معاكس ينفي ما ورد عنه.
4 . أسلوب المقابلة الخاطئة: عرض مقابلات خاطئة توجه الرأي العام الى الهدف المقصود وربط القضايا غير المترابطة ببعضها، كما تربط مثلا الإرهاب العالمي والمقاومة الفلسطينية.
5. القياس الخاطئ: كالقول أن العرب يعادون الصهيونية فهم معادون للسامية والاتحاد
السوفيتي يؤيد القضية العربية فهو بالتالي معاد للسامية. 
 التهكم: محاولة استخدام المدخل المعاكس او الكذبة الكبيرة او التقرير الحاسم والذي يهدف الى احداث الانطباع بأن الدعاية على قدر من الثقة لا يحتمل التكك فيه.
 7. أسلوب "دبلوماسية الجوقة": أي اعتمادها على مبدأ التضليل بصفة عامة لكن ليس من خلال الكذب المباشر إنما من خلال الاختصار والاعتماد على لغة الإبهام والغموض والغش 
8. أسلوب المناورة والمراوغة: وهو أحد الأساليب الرئيسية التي يركز عليها الإعلام الإسرائيلي فهم يعرفون كيف يحولون أنظار الرأي العام من المسائل الحساسة التي تضرهم أو تفضحهم، ويتمكن أيضا من التهرب من الأسئلة المطروحة عليه بشكل لبق) .
9. أسلوب الابتزاز والتهديد: وقد استخدمت الدعاية الاسرائيلية هذا الأسلوب ضد من يفكر في تغيير سياسته الدعائية المضادة لمطامعه وأهدافه، وضد من يواجه الرواية الإسرائيلية).
10. أسلوب الاستعطاف: رسخت الدعاية الإسرائيلية في الأذهان انها دولة مهددة دوما من جيرانها وأن أمنها مرتبط بالأمن والسلام العالميين وهي دولة صغيرة ديموقراطية في محيط عربي معاد متخلف يضم تیارات اسلامية متطرفة، وأن اسرائیل حامية المصالة الغربية وأي تهديد لها هو تهديد لمصالح الغرب .
 11. أسلوب المواجهة: مواجهة كل حملة مضادة لهم حيث إن من يتابع الإعلام العربي يلاحظ وجود مواد إعلامية تدين وتهاجم بقسوة العدوان الإسرائيلي وجرائمه، لكن المتتبع المتأني يلاحظ أنه كلما نشطت حملة ضد إسرائيل إثر أحد حوادثها نشرت في المقابل مجموعة أخبار ومواد إعلامية اسرائيلية مزدوجة الأبعاد، لها بعد خارجي يشجع العرب على نشر الخبر وبعد داخلي خفي يحمل خطاب دعائي اسرائيلي إنساني أو علمي تمجد إنجاز إسرائيل أو تشيد بسلوكهم وبالتالي تكون قد واجهت ببعدها الداخلي مضمون الحملات الصحفية المصاحبة سابقة الذكر في الوقت نفسه.

أدوات وأجهزة الخطاب الدعائي الإسرائيلي:

تضمنت الدعاية الإسرائيلية العديد من أدوات الاتصال فلم تكتف بأداة واحدة في أي موقف من مواقف التوجيه، بل استغلت الصحافة والإذاعة والسينما والمسرح والإنترنت، وقامت بتوحيد الهدف من كل تلك الوسائل في تبرير ممارسات الاحتلال والهجوم المستمر على الحقوق الفلسطينية بهدف ترسيخ صورة نمطية لدى العالم تحمل طابع السلبية عن القضية الفلسطينية، وتعتمد في كل ذلك على مئات من الصحفيين العاملين في إسرائيل وشركات متخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا يقومون برصد نقاط الضعف في استراتيجية إسرائيل والقيام باستطلاعات رأي مستمرة يرصد تأثير الخطاب الدعائي الإسرائيلي على الجماهير، وقد خصصت لذلك مركزا للإعلام مسؤوليته متابعة ونقل المعلومات التي يريدونها أن تنشر في مكاتب المؤسسات الإعلامية الغربية والعربية.

مرتكزات الخطاب الدعائي الإسرائيلي:

  1. المرتكزات التاريخية الدينية: وهي المرتكزات التي استندت إلى التفسير الحديث للكتب الدينية من توراة وإنجيل، أي استبعاد أحقية أرض فلسطين لمن كانوا فيها قبل الفترة التي ذكرت في تلك الكتب، وإيقاف تاريخ فلسطين عند تاريخ اليهود فيها.
  2. المرتكزات السياسية: وهي المرتكزات التي تستند في منطلقاتها العامة إلى جملة المنطلقات السياسية للعالم الغربي كما تفهمها الصهيونية التي أقامت في فلسطين كيان لها فحلت مشكلة الشعب بلا أرض، لأرض بلا شعب" فتجاهلت في خطابها الدعائي ومازال وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، ولا تكتفي بذلك بل تركز في خطابها الدعائي على أن إسرائيل مركزة حضارية في محيط متخلف، حيث تشكل مرتكزات السياسية للدعاية الإسرائيلية على سامية اليهود وتميزهم وكل من يعارضهم أو يعاديه هو معاد للسامية.
  3. المرتكزات الاقتصادية: وهي المرتكزات التي تستند في عموميتها إلى معطيات اقتصادية وإلى جغرافيا فلسطين وهذا لا يمنع إخضاعها للمرتكزات الدينية أو المرتكزات السياسية وفق الواقع الحاجة، ففلسطين في بعض الأحيان بلاد اللبن والعسل وفي أحيان أخرى بلاد قاحلة جرداء، وعلى الإسرائيليين وكيانهم خلق واقع اقتصادي جديد في فلسطين والمنطقة عموما بحيث تتحول إلى مركز صناعي زراعي متطور بفضل التواجد اليهودي فيها.

الجمهور المستهدف من الخطاب الدعائي "الإسرائيلي":

  1. يتوجه الخطاب الدعائي الإسرائيلي بالدرجة الأولى إلى الدولة الإمبريالية الراعية في غرب أوربا وأمريكا الشمالية التي تقوم بدعم المشروع الصهيوني وتوفير موطئ قدم له مقابل أن تقوم الدولة الاسرائيلية على خدمة الدولة الراعية والدفاع عن مصالحها.
  2. إلى المادة البشرية المستهدفة (أي اليهود) لتجنيدهم لخدمة المشروع الصهيوني الوظيفي. 
  3. للمستوطنين الصهاينة حتى يمكنهم الاستمرار في حالة الحرب المستمرة التي فرضها عليهم المشروع الصهيوني.
  4. إلى المادة البشرية الأخرى المستهدفة والتي لا يرد أي ذكر لها، أي عرب فلسطين والعرب ككل، وذلك حتى يمكن هزيمتهم نفسيا وإخفاء عمليات القمع ضدهم أو تبريرها.
  5. إلى شعوب آسيا وأفريقيا والعالم بأسره لتبرير المشروع الصهيوني.
الإعلام الإسرائيلي ومسيرة العودة:

وجه الاعلام الاسرائيلي خطابه التحريضي والمعادي للمشاركين والقائمين على مسيرات العودة وبث خطابه الدعائي والتحريضي المناهض لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار للتأثير على الرأي العام الفلسطيني والعربي، لخدمة أهدافه من خلال متابعته لشبكات التواصل الاجتماعي أن الصفحات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية تستغل الشبكات؛ لبث خطابها الدعائي.

أشكال الدعاية الإسرائيلية:

  • إفشال مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.
  • تشويه صورة القائمين على المسيرة.
  • تشويه صورة المشاركين على المسيرة.
  • إظهار قوة الجيش الإسرائيلي في مواجهة المتظاهرين.
  • تبرير الجرائم الإسرائيلية.
  • تظهير إسرائيل أنها دولة أخلاقية وإنسانية.
  • تعزيز الفُرقة والانقسامات الفلسطينية من تصريحات تستهدف المسيرة.

أساليب الدعاية الإسرائيلية ضد مسيرات العودة:

  • الترويع وإثارة الرعب (ترهيب المشاركين في المسيرات من خلال نشر اخبار عن وجود القناصة والدبابات والسواتر).
  • التهديد بالقوة (تصريحات بالقتل لكل من السياج سيتم قتله).
  • التضليل الإعلامي (تعمد الكذب والتضليل الإعلامي في قصص الشهداء والجرحى خاصة من الصحفيين والمسعفين والاطفال والمعاقين مثل حادثة استشهاد إبراهيم أبو ثريا وفادي أبو صلاح).
  • التبسيط (تبسيط وتهوين الأمر في عدد الشهداء والجرحى والحشود).
  • الاستهزاء والتهكم (يتعلق بأعداد المشاركين لبث الاحباط).
  • استغلال الظروف الاقتصادية (مسيرات من اجل الخبز والجوع وليس الانتماء للوطن القضية).
  • التفرقة "فرق تسد" (اللعب على وتر التناقض في التصريحات، وبث تصريحات تهدف لإثارة الفرقة الداخلية).
  • الخداع (قتل المسعفة رزان النجار) 
  • استغلال العاطفة الدينية (تصريحات "أفيخاي" واستحضار الآيات القرآنية التهلكة والظلم).
  • استثارة الجوانب النفسية والاجتماعية (استغلال حاجة الناس "حماس" تدفعكم للموت" حماس من تقطع الكهرب حماس تمنع عنكم البحر".
  • التبرير الجرائم (تبرير استخدام الاسلحة المتفجرة التي تهتك اجساد الشهداء).
  • التضخيم (التضخيم من البالونات ووحدات الكوشوك ووحدات قص السلك).
  • الاقناع بلغة الأرقام (اللعب على البطالة والفقر والاقتصاد).

هل أثرت الدعاية الاسرائيلية على مسيرات العودة؟

لم تتوقف الماكنة الإسرائيلية تجاه مسيرات العودة لحظة واحدة واستطاعت ان تشكل في كثير من الاحيان نجاحات نتيجة تصيدها للأخطاء التي كانت تصدر عن المشاركين في مسيرات العودة او من خلال رصدها للخطاب الإعلامي لبعض المسؤولين الفلسطينيين وهذا أدى إلى التالي:

  • تراجعت أهمية المسيرات في التغطية الغربية، بفعل ضد اللوبيات اليهودية على وسائل الاعلام الغربية .
  • ربط مسيرات العودة بحركة حماس وليس بكونها حالة شعبية عارمة يشارك فيها الشعب الفلسطيني.
  • التقليل من حجم المسيرات السلمية في الاعلام الغربي من خلال الضغوط الاسرائيلية والتركيز على أنها مناوشات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وآخر يعتبرها بـأنها حالة من العنف الفلسطيني.
  • التركيز على حرق الحقول الإسرائيلية عن طريق الأطباق المشتعلة بالنار عكس صورة سلبية في الإعلام وتضخيم صورة الحرائق. 
  • استغلال صور اقتحام الشبان للحدود وحرق للمواقع الاسرائيلي بانها تضر بأمن إسرائيل" ومواطنيها.

ما هو المطلوب فلسطينيًا لمواجهة الخطاب الإسرائيلي؟

  • التركيز دوما على ان مسيرات العودة فعل شعبي سلمي يشارك فيه أبناء الشعب الفلسطيني لنيل حقوقهم بالحرية والعودة وكسر الحصار.
  • إظهار معاناة الشعب الفلسطيني جراء الحصار الذي اثر على كافة مناحي الحياة من خلال الفعاليات الاسبوعية.
  • كشف جرائم الاحتلال بالأرقام تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل واستهدافه للأطفال والنساء والشيوخ.
  • إظهار مخالفة الاحتلال للقوانين الدولية من خلال استهدافه للطواقم الطبية وطواقم الاسعاف وقتله للمسعفين.
  • التركيز على القصص الانسانية مثل قصة رزان النجار والمقعد إبراهيم أبو ثريا.
  • استخدام اللغة التي يفهما الغرب والخطاب المركز والبعد عن خطاب التهويل كما جراء مع القيادي فتحي حماد الذي دعا لقتل اليهود ومن قبله صلاح البردويل الذي قال أن 50 شهيد ممن استشهدوا من أبناء حركة حماس وكتائب القسام.
  • استخدام اللغة الانسانية الحقوقية الواضحة التي تركز على القيم الإنسانية المشتركة والمفهومة.
  • تنظيم فعاليات شعبية تعكس معاناة شعبنا الفلسطينية على طول الحدود وتظهر الطبقات التي تتضرر بفعل الحصار والعدوان مثل المرضى والطلاب.. ألخ.
  • استغلال التصريحات العنصرية وخطاب الكراهية ابرازه لاسيما خطاب المسؤولين الإسرائيليين الذي يدعو لقتل الاطفال والمدنيين.
  • ضرورة توثيق جرائم الاحتلال ورصد كل الانتهاكات وإبرازها بشكل دائم من خلال نشرها على منصات التواصل الاجتماعي.
  • ضرورة عدم التفاعل مع الصفحات الاسرائيلية المشبوهة التي يبث من خلال الناطق باسم جيش الاحتلال سمومه تجاه الشعب الفلسطيني والمشاركين في مسيرات العودة.
  • توضيح رواية الشعب الفلسطيني للصحافة الغربية وتسهيل عملها للتغطية لمسيرات العودة وعدم وضع العراقيل امامها.
  • تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية لتوصيل معاناة الشعب الفلسطيني لكل العالم.
  • نسج علاقات مع الاعلام الاجنبي لتوصيل الرواية الفلسطينية بعد كل فعاليات او جمعة من مسيرات العودة بالأرقام والصور الموثقة.
  • ضرورة توفير متحدثين لمسيرات العودة بأكثر من لغة من أجل توصيل المعلومة لعدد أكبر من الجمهور الغربي.
  • تفعيل كافة مكونات الشعب الفلسطيني من فنانين وأكاديميين ومؤسسات مجتمع مدني للانخراط في فعاليات لمسيرات العودة.
  • يجب توفير المعلومات والشفافية، وضمان أن تكون الهيئة الوطنية هي القيادة السياسية والميدانية، والجهة المخولة بقبول أو رفض أي عرض يمكن أن يقدم.
  • يجب الحفاظ على سلمية المسيرة، واستخدام كل الأدوات السلمية، بما فيها الطائرات الحارقة، والحجارة، و"الكوشوك"، والإبداع في استخدام تكتيكات جديدة، والامتناع عن استخدام الأسلحة بكل أنواعها.
  • العمل على تعزيز صمود الناس على الأرض، والاهتمام بأهل الشهداء والجرحى، وزيارة الجرحى ودعمهم من خلال صندوق وطني.
  • ضرورة نقل مسيرات العودة لمدن الضفة الغربية وتفعيل المواجهة مع الاحتلال والمستوطنين.
  • توحيد الخطاب الإعلامي لمسيرات العودة من خلال تشكيل غرفة اعلامية مشتركة يصدر عنها الخطاب بشكل موحد.
  • تقليل حجم الخسائر البشرية الكبير، سواء من شهداء أو إصابات، إذ كان بالإمكان تقليصها إلى حد كبير.
  • "توعية الجمهور وتقديم الإرشادات إليه"، من أجل التقليل من حجم الخسائر البشري
  • تجاوز حالة الانقسام الفلسطيني السياسي الداخلي، والتي انعكست عليها بشكل سلبي وأثرت على قوة وخم المسيرات الشعبية.
     

لجنة دعم الصحفيين - فلسطين
18 أيلول / سبتمبر 2019